يبدأ الفصل بمشهدٍ غامضٍ من غابةٍ مُغطاةٍ بالضباب، يسير فيها بطلنا بخطواتٍ ثقيلةٍ، وكأنه يحمل همّ العالم على كتفيه. يهمس بصوتٍ خافتٍ، "هنا..."، كأنه يُحدد موعدًا مع القدر. تتبدد ملامح وجهه الجامدة مع كل خطوة، ويظهر تصميمٌ باردٌ في عينيه، وكأنه اتخذ قرارًا لا رجعة فيه. ينهال عليه سيلٌ من الذكريات، صورٌ من ماضيه تتزاحم في رأسه، تُظهر شغفه منذ الصغر بأن يكون محاربًا مقدامًا، مُحاطًا بهالةٍ من القوة والشجاعة. لكنّ الحياة خبأت له مُفاجأةً مُرّةً، مُجبرةً إياه على التخلي عن حلمه، والعيش كحمالٍ بسيطٍ، يُكافح من أجل لقمة العيش. ينتقل بنا المشهد فجأةً إلى لحظةٍ فاصلةٍ في حياة بطلنا، حيث يجد نفسه مُحاصرًا في فخٍّ دُبّر لهُ بإحكامٍ من قِبل عصابةٍ من قطاع الطرق. تتراقص خناجرهم في الهواء، وشهواتهم للمال تُعميهم عن رؤية الخوف في عينيه. يُدرك حينها أنّه قد وصل إلى طريقٍ مسدودٍ، وأنّ هذه هي نهاية رحلته. لكن، في لحظةٍ خاطفةٍ، تتغير مُجريات الأحداث بشكلٍ دراماتيكيّ! ينطلق باندفاعٍ جنونيٍّ نحو أعدائه، مُستخدماً مهاراتٍ قتاليةٍ مُذهلةٍ لم يكن يعلم بامتلاكها. يُقاتل بشراسةٍ وكأنه وحشٌ أُطلق سراحهُ من قيودهِ. يتساءل قطاع الطرق في ذهولٍ عن هويةِ هذا الرجلِ الذي يُحاربهم بقوةِ عشرةِ رجالٍ. يُدركون متأخرين أنّهم أخطأوا في تقديرِ خصمهم، وأنّهم وقعوا في فخّ من صُنع أيديهم. تستمرّ المعركةُ الطاحنةُ، وتتطايرُ شراراتُ السيوفِ في كلّ مكانٍ. يتلقّى بطلنا جُرحاً غائراً في صدرهِ، لكنّهُ لا يُبالي، ويُواصلُ قتالهِ بضراوةٍ أكبر. في نهايةِ المعركةِ، ينتصِرُ بطلنا، ويقفُ مُنتصبَ القامةِ فوقَ جُثثِ أعدائهِ. يُحدّقُ في الأفقِ البعيدِ، وتُرتسِمُ على وجههِ ابتسامةٌ باهتةٌ، تعكسُ مزيجاً منَ الأسى والفخر. ينتهي الفصل بعبارةٍ واحدةٍ قويةٍ: "يُتابِعُ"، تاركةً القارئَ في شوقٍ لمعرفةِ ما يخبّئهُ المستقبلُ لهذا المحاربِ الذي وُلِدَ من جديدٍ.